نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 159
قلنا : ذلك لا ينافي ما قلناه ، إذ معناه الذين اتبعوا إبراهيم أولى بالتصرف في خدمته دون غيرهم ، وكذا الآخران . وبالجملة فاللفظة لا تحتمل غير ما فهم منها الحاضرون ، ولو تركت هذه الاعتراضات ، وخلي العاقل عن النظر فيها ، لم يفهم سوى ما ذكرناه ، والماء الصافي إذا خضخض في منبعه تكدر ، وإذا ترك صفا ، فكذا في هذه ونحوها وبالله العصمة من ذلك ، وهذه الوجوه وإن تكررت ألفاظها فإنما هي للاستيناس بها . قالوا : إن الإمامة إن كانت ركنا في الدين ، فقد أخل الله ورسوله بها قبل يوم الغدير ، إذ فيه أنزل : * ( اليوم أكملت لكم دينكم ) * [1] ولزم أن من مات قبل ذلك ، لم يكن مؤمنا لفوات ركن من إيمانه ، وفيه تأخير البيان عن وقت الحاجة ، وإن لم تكن ركنا لم يضر تركها . قلنا : هي ركن من بعد موت النبي صلى الله عليه وآله لقيامه مقامه ، فلا تأخير عن الحاجة ، ولا شك أن دين النبي صلى الله عليه وآله إنما تكمل تدريجا بحسب الحوادث ، أو أنه كمل قبل فرض التكليف ، والميتون قبل الغدير كمل الدين لهم بالنبي صلى الله عليه وآله ، والخطاب للحاضرين ، وليس فيه تكميل الدين لغيرهم ، على أن النبي صلى الله عليه وآله نص على علي عليه السلام في مواضع شتى في مبدأ الأمر . قد سلف أن لفظة مولى مرادفة للأولى ، لأن النبي صلى الله عليه وآله قال : " ألست أولى ؟ " ثم قال : " فمن كنت مولاه فعلي له مولى " وقال الله تعالى :