نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 148
فعند ذلك بادر الناس بقولهم : نعم ، سمعنا وأطعنا على ما أمر الله ورسوله بقلوبنا ، وكان أول من صافق النبي صلى الله عليه وآله وعليا عليه السلام ، أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين وباقي الناس إلى أن صلى الظهرين في وقت واحد ، وامتد ذلك إلى أن صلى العشاءين في وقت واحد ، واتصل ذلك ثلاثا . وبالجملة فهذا أمر لشهرته لا يحتاج الولي إلى إثباته لمن جحد ، ولا يستطيع المولي نفيه وإن جهد ، وقد فهم كل من حضر ذلك المشهد السني ، ما أراده النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام فلا يخرجه إلى التأويل سوى الغبي الغوي . وفي رواية ابن مردويه - وهو من أعيانهم - : إنهما لم يفترقا حتى نزلت * ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) * [1] الآية فقال النبي صلى الله عليه وآله : " الله أكبر على كمال الدين وتمام النعمة ، ورضى الرب برسالتي ، والولاية لعلي بن أبي طالب " . وروى نزولها فيه أبو نعيم أيضا . قالوا : لو دل على الإمامة لكان إماما في حياة النبي صلى الله عليه وآله لإطلاق الخبر ، ولعموم ولاية النبي صلى الله عليه وآله جميع الأوقات ، فكذا هنا . قلنا : الإطلاق لا يقتضي العموم ، وقد قال تعالى : * ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) * [2] وذلك في بعض الأحوال وبعض الأزمان ، وقد علم كل أحد أن الخليفة لا يكون حال حياة من نصبه ، بل بعد ذلك ، فلم يجب تصرفه في حياته بالأمر والنهي .