نام کتاب : الروض الفسيح في الفرق بين المهدي والمسيح نویسنده : الشيخ محمد باقر الإلهي جلد : 1 صفحه : 23
يقتضي التعزير البليغ والإهانة بما يراه الحاكم لائقا بعظيم هذه الجريمة ، وقبح هذه الطريقة ، وفساد هذه العقيدة ، من حبس وضرب وصفع وغيرها من الزواجر عن هذه القبائح ، ويرجعه إلى الحق راغما على أنفه ، ويرده إلى اعتقاد ما ورد به الشرع ردعا عن كفره . انتهى . وقد ذكر المتقي الهندي في أواخر كتابه البرهان [1] هذه الفتوى بعين ألفاظها ، وأوردها المفتي ابن حجر مختصرة في الفتاوى الحديثية [2] له . وكذلك أفتى الشيخ العلامة يحيى بن محمد الحنبلي بكفر من أنكر المهدي عليه السلام فقال : وأما من كذب بالمهدي الموعود به فقد أخبر عليه الصلاة والسلام بكفره [3] . وقد وقفت على فتوى لشيخ الإسلام محمد بهاء الدين العاملي رحمه الله تعالى في هذه المسألة ، قال في جواب من سأله عن خروج المهدي بقول مطلق ، هل هو من ضروريات الدين فمنكره مرتد ، أم ليس من ضرورياته ، لما يحكى من خلاف بعض المخالفين فيه ، وأن الذي يخرج إنما هو عيسى عليه السلام ، وهل يكون خلافهم مانعا من ضروريته ؟ : الأظهر أنه من ضروريات الدين ، لأنه مما انعقد عليه إجماع المسلمين ، ولم يخالف فيه إلا شرذمة شاذة لا يعبأ بهم ، لا يعتمد عليهم ولا بخلافهم ، ولا يقدح خروج أمثال هؤلاء من ربقة الإجماع في حجيته ، فلا مجال للتوقف في كفرهم إن لم تكن لهم شبهة محتملة . انتهى .