نام کتاب : الرجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 16
ولا يخالف في صحة رجعة الأموات إلا خارج عن أقوال أهل التوحيد ، لأن الله تعالى قادر على إيجاد الجواهر بعد إعدامها ، وإذا كان عليها قادرا ، جاز أن يوجدها متى شاء [1] . فإذا كان إمكان الرجعة أمرا مسلما به عند جميع المسلمين - حتى قال الآلوسي : وكون الإحياء بعد الإماتة والإرجاع إلى الدنيا من الأمور المقدورة له عز وجل مما لا ينتطح فيه كبشان ، إلا أن الكلام في وقوعه [2] - . إذن فلماذا الشك والاستغراب لوقوع الرجعة ؟ ولماذا التشنيع والنبز بمن يعتقد بها لورود الأخبار الصحيحة المتواترة عن أئمة الهدى ( عليهم السلام ) بوقوعها ؟ يقول الشيخ محمد رضا المظفر : ( لا سبب لاستغراب الرجعة إلا أنها أمر غير معهود لنا فيما ألفناه في حياتنا الدنيا ، ولا نعرف من أسبابها أو موانعها ما يقر بها إلى اعترافنا أو يبعدها ، وخيال الانسان لا يسهل عليه أن يتقبل تصديق ما لم يألفه ، وذلك كمن يستغرب البعث فيقول : * ( من يحيي العظام وهي رميم ) * فيقال له : * ( يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) * [3] . نعم في مثل ذلك ، مما لا دليل عقلي لنا على نفيه أو إثباته ، أو نتخيل عدم وجود الدليل ، يلزمنا الرضوخ إلى النصوص الدينية التي هي من مصدر الوحي الإلهي ، وقد ورد في القرآن الكريم ما يثبت وقوع الرجعة إلى الدنيا لبعض الأموات ، كمعجزة عيسى ( عليه السلام ) في إحياء الموتى
[1] رسائل الشريف المرتضى 3 : 135 - الدمشقيات - دار القرآن الكريم - قم . [2] روح المعاني 20 : 27 دار إحياء التراث العربي - بيروت . [3] سورة يس 36 : 78 - 79 .
16
نام کتاب : الرجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 16