responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 14


نقول : ( الدعاء من العبد لربه : هو عطف رحمته وعنايته إلى نفسه بنصب نفسه في مقام العبودية والمملوكية ، ولذا كانت العبادة في الحقيقة دعاء ، لأن العبد ينصب فيها نفسه في مقام المملوكية والاتصال بمولاه بالتبعية والذلة ليعطفه بمولويته وربوبيته إلى نفسه ، وهو الدعاء ) [1] .
وإلى ذلك يشير قوله تعالى : * ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) * [2] ، فالآية تدعو إلى الدعاء وتحث عليه وتعد بالإجابة ، وتزيد على ذلك حيث تسمي الدعاء عبادة ، فقد عبرت أولا بالدعاء ( ادعوني ) ثم عبرت عن الدعاء بالعبادة ( عن عبادتي ) أي عن دعائي ، بل ( إن الآية تجعل مطلق العبادة دعاء ، حيث إنها تشتمل على الوعيد لترك الدعاء بالنار ، والوعيد بالنار إنما هو على ترك العبادة رأسا ، لا على ترك بعض أقسامها دون بعض ، فأصل العبادة إذن دعاء ) [3] .
وإذا تأملنا في قوله تعالى : * ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) * [4] .
نلاحظ أنه ( كما يشتمل على الحكم وهو إجابة الدعاء ، كذلك يشتمل على علله ، فكون الداعين عبادا لله تعالى هو الموجب لقربه منهم ، وقربه منهم هو الموجب لإجابته المطلقة لدعائهم ) [5] .



[1] تفسير الميزان 10 : 38 .
[2] سورة غافر 40 : 60 .
[3] تفسير الميزان 2 : 33 .
[4] سورة البقرة : 2 / 186 .
[5] تفسير الميزان 2 : 32 .

14

نام کتاب : الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست