نام کتاب : الحقوق الاجتماعية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 95
أحد الوالدين أو كليهما يحب أحد أولاده ، أو يعطف عليه - لسبب ما - أكثر من أخوته ، وهذا أمر طبيعي وغريزي ، ولكن إظهار ذلك أمام الإخوة ، وإيثار الوالدين للمحبوب بالاهتمام والهدايا أكثر من إخوته ، سوف يؤدي إلى تعميق مشاعر الحزن والأسى لدى الآخرين ، ويفرز مستقبلا عاقبة قد تكون وخيمة . وعليه فالتزام العدالة والمساواة بين الأولاد يكون أشبه بمانعة الصواعق ، إذ تحيل العدالة والمساواة من حصول أدنى شرخ في العلاقة بين أفراد الأسرة ، وإلا فسوف تكون عاملا مشجعا لانطلاق مشاعر الغيرة والحقد فيما بينهم . وفي قصة يوسف ( عليه السلام ) درس في كيفية معاملة الأبناء بالعدل والمساواة . . فهذا يوسف قريب من قلب والده يعقوب ( عليه السلام ) لأنه توسم فيه أمارات النبوة ، لذا آثره على إخوته ، فأثار ذلك حفيظتهم وبغضائهم ، وظهرت أمارة ذلك عليهم ، مما دفع يعقوب ( عليه السلام ) إلى تحذير يوسف عندما قص عليه رؤياه وما تحمل من إرهاصات في رفعته وعلو شأنه ، بأن قال له : * ( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) * ( يوسف 12 : 5 ) . ويحث الأئمة ( عليهم السلام ) على الاستفادة من هذا الدرس القرآني الذي لا ينسى ، وقد وضعوه نصب أعينهم . . عن مسعدة بن صدقة قال : قال جعفر بن محمد ( عليه السلام ) : " قال والدي ( عليه السلام ) : والله إني لأصانع بعض ولدي ، وأجلسه على فخذي ، وأكثر له المحبة ، وأكثر له الشكر ، وإن الحق لغيره من ولدي ، ولكن محافظة عليه منه ومن غيره ، لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف وإخوته . . " [1] .