responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 98


نعم ، هذه هي كلمة : سبحان الله التي أتى بها ! وهذا هو العمل الذي عمله في تعريف البشر بالله تعالى ! فكل ما في هذا العالم من تسبيح لله تعالى ، فإنما هو من كلمات شفتيه ، وكل ما في العالم من تحميد لله تعالى ، فأصله من لفظ لسانه الشريف . وكل ما فيه من توحيد فمنبعه من نطق فمه المبارك . وكل ما فيه من تكبير ، فمنطلقه من صوته النبوي .
هذا ما عمله النبي صلى الله عليه وآله في تعريف الخلق بخالقهم تبارك وتعالى .
أما ما عمله مع خلق الله تعالى ، فإن النموذج الواحد منه يحتاج شرحه إلى كتاب ! في ذلك الوقت الذي انهزم المسلمون في أحد ، وتركوا النبي صلى الله عليه وآله وحده مع علي أمام سيوف قريش الحاقدة ، فقاتل صلى الله عليه وآله ومعه علي عليه السلام فقط ، قاتلا بعد أن جرح أبو دجانة لساعات يردَّان هجمات المشركين المستميتة لقتل النبي صلى الله عليه وآله حتى جرح في جبهته الشريفة وكسرت مقدمة أسنانه ، وهذا ما لم يحدث له في كل حياته ، فأي جبهة جرحت يومئذ ، وأسنان أي فم كسرت ؟ لقد تزلزلت أركان العالم ، فالعالم قشرٌ والنبي لبه ، وإذا تضرر اللب فما قيمة القشر ؟ !
في ذلك الظرف ، قالوا له : يا رسول الله أدع عليهم . . في ذلك الوقت وقد سال ذلك الدم المقدس من جبهته وفمه ، فوق قميصه الخام ، ذلك القميص الذي لم يفتح إلا عندما لبسه النبي صلى الله عليه وآله يومها ، ثم طواه ليفتحه بيده ولده الموعود الإمام المهدي عليه السلام ! قيل له : أدع عليهم فرفع يديه إلى السماء وقال : اللهمَّ اهْدِ قومي ، فإنهم لا يعلمون !
هذا ما عمله للخلق : إلهي أريد منك لهؤلاء بدل العذاب الذي يستحقونه أن ترحمهم وتنعم عليهم ! بأي نعمة ؟ بنعمة الهداية التي هي أغلى جوهر في

98

نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست