العالم ! ولمن طلبها النبي صلى الله عليه وآله ؟ لهؤلاء الذين أصروا وما زالوا مصرين على قتله ، وجرحوه في جبهته وفمه الشريف ! ثم لم يقل صلى الله عليه وآله : اللهم اهدهم فقط ، بل قال : إهْدِ قومي ! فأضافهم إلى نفسه ليجر الرحمة الإلهية من المضاف اليه إلى المضاف ! أيها الرسول العظيم ! ماذا فعلت ، ومن كنت ؟ ! وبماذا جئت ؟ ! قال : يا رب هؤلاء قومي ، وبحث لهم عن عذر أمام الله : فإنهم لا يعلمون ، فاقبل مني يا رب عذر هؤلاء الجهال ، لعلهم يعلمون ! ! هذا ما فعله النبي لمعرفة الخالق ، ولخدمة الخلق ! وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ . ( سورة الأنبياء : 107 ) * * وأختم حديثي بهذه الحادثة : عند رحلته صلى الله عليه وآله جاءته أحب عترته اليه الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام وجلست عنده ، وقد روت مصادر الحديث عند الفريقين أجزاء من الحديث الذي دار بينهما ، منها هذا الرواية ، أرجو أن تتأملوا في كلماتها خصوصاً في ختامها ، واشرحوا للناس وبينوا لهم أن النبي صلى الله عليه وآله هو هذا ، وأن دينه الإسلام هو هذا ، عرفوهم بالدين وبصاحب الدين صلى الله عليه وآله ، حتى يشملكم صاحب الزمان عليه السلام برضاه وعنايته . عرفوهم من هو نبينا صلى الله عليه وآله ، وكيف كان يعيش ، وما حققه وأنجزه للبشرية ، وأبعدوا الأوهام عن وجه هذا الدين الجميل المشرق ، حتى يعرف الناس ما هو ، ومن هو الذي أتى به صلى الله عليه وآله ؟ ! قالت له فاطمة عليها السلام : يا أبَهْ ، أنا لا أصبر عنك ساعة من الدنيا ، فأين الميعاد غداً ؟ لا أصبر عنك ساعة ، يعني أستطيع أن أفارق الحسن ، وأن أفارق الحسين ، وزينب ، لكني لا أستطيع فراقك !