responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 97


العمل الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وآله : أنه ربط الخلق بخالقهم ! فلو لم يكن النبي موجوداً ، ولا دينه ، فلا وجود لحرف يربط بين الخالق وخلقه ! ولكان العالم كله يدور في زوبعةٍ من الضلال ، ما بين مشبهٍ وملحدٍ وعابدٍ لغير الله تعالى !
يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
( إلى أن بعث الله سبحانه محمداً صلى الله عليه وآله رسولاً لإنجاز عدته ، وتمام نبوته ، مأخوذاً على النبيين ميثاقه ، مشهورةً سماته ، كريماً ميلاده . وأهل الأرض يومئذ مللٌ متفرقة ، وأهواءٌ منتشرة ، وطوائفُ متشتتة ، بين مشبِّهٍ لله بخلقه ، أو ملحدٍ في اسمه ، أو مشيرٍ إلى غيره . . فهداهم به من الضلالة ، وأنقذهم بمكانه من الجهالة ) . ( نهج البلاغة : 1 / 24 ) كان العالم كله في تلك الدوامة العاصفة ، بين مشبِّهٍ لله بخلقه ، أو ملحدٍ في اسمه ، أو مشيرٍ إلى غيره ، فجاء صلى الله عليه وآله وأخذ منجله النبوي فحصد كل ذلك الحشيش التافه ، وغرس بدله شجرة التسبيح الطيبة ، وأضاء شجرة التهليل والتوحيد ، وأنار في العالم مشعل التسبيح والتحميد وأوصل البشر إلى مستوى أن يقولوا : ( الله أكبر . . من أن يوصف ) !
نفس : سبحان الله ، ماذا تعني ؟ هنا تتحير عقول الكمَّل من البشر . . فقد أوصل النبي المعرفة إلى هنا ! أوصل التنزيه إلى هنا . . تنزيهٌ عن الجسم ، وتنزيهٌ عن صفات عالم الكون ، وهذا هو التنزيه الابتدائي لعامة الناس !
قال النبي سبحان الله ، فهدى عقول الألوف كعقل ابن سينا ، بل إن ابن سينا لا قيمة له هناك ، لقد هدى النبي صلى الله عليه وآله ألوف العقول النيرة كعقول الأنبياء عليهم السلام إلى أقصى ما يمكنهم أن يجدوا اليه طريقاً في دائرة الوحي وإمكانيات العقل البشري ، والى أدق معاني قوله : كلما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه ، فهو مخلوق مصنوع مثلكم ، مردود إليكم ! ولا غرو فهو صلى الله عليه وآله نبي الأنبياء عليهم السلام ! ( 2 )

97

نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست