وهذا الإنسان الذي يحشد له الله تعالى هذه القوة ، ويربطه بهذه الأمجاد ، لا يمكن تعريفه إلا بالقول : نورك المتألق ، وضياؤك المشرق ، والعلم النور في طخياء الديجور ، الغائب المستور ، جل مولده ، وكرم محتده ، والملائكة شهده ، والله ناصره ومؤيده . ( 6 ) والمهم في الموضوع : ماذا يجب علينا أن نعمل ؟ أولاً ، يجب علينا نحن فئة طلبة العلم والعلماء أن ندرك أنه لا يمكننا أن نقوم بعمل مفيد إلا بتوفيق الله تعالى ، فلابد أن نترك الادعاء بأننا شئ ، ونتوجه إليه عز وجل أن ينظر الينا نظرة رحيمة يجعلنا بها مقبولين عنده وعند رسوله وآله صلى الله عليه وآله . علينا أن لا ندعي أننا أصحاب أهل البيت عليهم السلام وأصحاب الإمام المهدي وجنوده أرواحنا فداه ! بل لا أدعي أني باسط يديه بالوصيد في أعتاب صرحهم الرباني المشيد ، وإنما نحن سائلون عند فنائهم ! مولاي يا صاحب الزمان ، إن الله تعالى يقول : وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ، ونحن سائلون على بابك . ويقول عز وجل : فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ، ونحن أيتامكم أهل البيت ، لأنا منقطعون عنكم . . فمن أيتم منا ، ومن أكدى ؟ ! صلوات الله عليكم . وثانياً ، أن نعرف أن الحق ما حققه أهل البيت عليهم السلام ، والباطل ما أبطلوه ( فالحق ما رضيتموه ، والباطل ما سخطتموه ) . فما دمنا نعتقد بإمامتهم وعصمتهم عليهم السلام ، فعندما يصل إلينا ما أحقوه وما أبطلوه ، فقد انتهى الأمر ، ووجب على العقل أن يُسْلِم ويُسَلِّم ، لأن الكلام في مقابلهم غلط ! ولا مجال لقول هكذا أرى وهكذا أفهم ! فما أراه وما أفهمه مقابل هؤلاء عليهم السلام فضول القول ! إن عقائدنا من ناحية نظرية تتلخص في كلمتين فقط : فالحق ما رضيتموه والباطل ما سخطتموه . كما أن عملنا يتلخص في كلمتين أيضاً : المعروف ما أمرتم به والمنكر ما نهيتم عنه . اللهم صل على محمد وآل محمد .