إن القدرة التي جعلها الله تعالى في الإمام المهدي عليه السلام أعظم من القدرة التي جعلها في يد نبيه موسى عليه السلام : وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ . ( الأعراف : 108 ( فقد كان موسى عليه السلام ينزع يده من تحت إبطه فتضئ للناظرين بإذن الله ، ويمسح بها فتشفي الأعمى والمريض بإذن الله ، ولكن السر الإلهي الذي في يد الإمام المهدي عليه السلام أعظم وأعم ، بل لا تقاس يده بيد موسى صلى الله عليه وآله لأن ملك محمد وآله أعظم مما أوتي الأنبياء عليهم السلام ! فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال لجابر بن عبد الله : نعم يا جابر إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود ، وسلطاننا أعظم من سلطانه . ( البحار : 27 / 306 ) ( 5 ) عن أبان بن تغلب ، عن الإمام الصادق عليه السلام أنه عندما يظهر الإمام المهدي عليه السلام : ( فينشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله عمودها من عمود العرش وسائرها من نصر الله ، لا يهوي بها إلى شئ أبداً إلا هتكه الله ، فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد ، ويعطى المؤمن قوة أربعين رجلاً ، ولا يبقى مؤمن إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره ، وذلك حين يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم ، فينحط عليه ثلاث عشر آلاف ملك وثلاثمائة وثلاث عشر ملكاً . قلت : كل هؤلاء الملائكة ؟ قال : نعم ، الذين كانوا مع نوح في السفينة ، والذين كانوا مع إبراهيم حين ألقي في النار ، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر لبني إسرائيل ، والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه ، وأربعة آلاف ملك مع النبي صلى الله عليه وآله مسومين ، وألف مردفين ، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكة بدريين ، وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين عليه السلام فلم يؤذن لهم في القتال . . . ) . إن حضور هؤلاء الملائكة من زمن نوح عليه السلام إلى عاشوراء الحسين عليه السلام ( ولا يوم كيومك يا أبا عبد الله ) له دلالات مهمة ، منها تسلسل قضية الصراع في الأرض بين الهدى الإلهي والضلال البشري ، وحضور الملائكة الشهود والأنصار في ختامه على يد الإمام المهدي عليه السلام !