لخاصة أوليائه ! فله صفة : أمين الله ، التي نقرؤها في زيارة : أمين الله ، وهذه الزيارة على علو سندها تبدأ بعبارة : السلام عليك يا أمين الله في أرضه ، وفيها فصول من العلم ، كقوله بعد وصف الإمام بأمين الله : أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده ، وفي الربط بينهما بحث مهم ، فالإمام إنسان كامل ، وأحد مقومات كماله أنه أمين الله ، ومعناه أن الإمام عنده خزائن التشريع والتكوين ! راجعوا معنى الأمانة والأمين في القرآن والأحاديث لتعرفوا هذا المقام العظيم ، فقد وصف الله به كبار الرسل : إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ، ووصف به سيد الملائكة جبرئيل : إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيم . ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ . مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ . ( سورة التكوير : 19 - 21 ) ووصف مسؤولية الأمانة الإلهية وثقلها : إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَة عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً . ( سورة الأحزاب : 72 ) . وإضافة الأمانة إلى " الله " من بين الأسماء الحسنى ، تعطيها الشمولية التي ذكرناها ، لأن لفظ الجلالة " الله " يحوي خصائص الأسماء الحسنى كلها ! هذا هو معنى : أمين الله في أرضه . والأمين يحتاج إلى سند من المستأمِن يثبت أنه مستأمَن ، وإلا كانت دعوى استئمانه بلا دليل ، ولذا احتاج الإمام عليه السلام إلى نص يشهد له ! وهذا معنى قوله عليه السلام : بالنص والدليل . والدليل هنا معناه الدلالة : وأن الإمام مضافاً إلى النص عليه من النبي صلى الله عليه وآله أو ممن نص عليه النبي صلى الله عليه وآله ، يعرف بدلالة العلم واستجابة الدعاء ! أما لماذا صار الدليل مركباً منهما ؟ فلأن الكمال في العالم منحصر فيهما ، فكل الكمالات الإنسانية ترجع إلى العلم والقدرة ! والإنسان الكامل هو المتصل بمنبع علم : لا نفاد لكلماته ، وبمخزن القدرة الذي : إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون . ( سورة آل عمران : 47 )