وفي أمالي الصدوق قدس سره ص 203 : ( عن الإمام الباقر عليه السلام قال : كان النبي صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة رضي الله عنها فقال لها : لا يدخل عليَّ أحد ، فجاء الحسين عليه السلام وهو طفل ، فما ملكت معه شيئاً حتى دخل على النبي صلى الله عليه وآله ، فدخلت أم سلمة على أثره فإذا الحسين على صدره ، وإذا النبي صلى الله عليه وآله يبكي ، وإذا في يده شئ يقلبه ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا أم سلمة ، إن هذا جبرئيل يخبرني أن هذا مقتول ، وهذه التربة التي يقتل عليها ، فضعيها عندك فإذا صارت دماً فقد قتل حبيبي ، فقالت أم سلمة : يا رسول الله ، سل الله أن يدفع ذلك عنه . قال : قد فعلت فأوحى الله عز وجل إليَّ : أن له درجةً لا ينالها أحد من المخلوقين ، وإن له شيعة يشفعون فيشفعون ، وإن المهديَّ من ولده ، فطوبى لمن كان من أولياء الحسين ، وشيعته هم والله الفائزون يوم القيامة ) . ( 6 ) . . قصدي من الحديث عبارة أم سلمة رضوان الله عليها ، قالت للنبي صلى الله عليه وآله : ( يا رسول الله سلِ الله أن يدفع ذلك عنه ) فأنت صاحب الدعوة المستجابة ، الذي يستطيع أن يغير بإرادته صفحات الوجود ، ويمحو الله ما يشاء ويثبت ! ( قال : قد فعلت فأوحى الله عز وجل إليَّ : أن له درجةً لا ينالها أحد من المخلوقين ، وإن له شيعة يشفعون فيشفعون ، وإن المهديَّ من ولده ، فطوبى لمن كان من أولياء الحسين ، وشيعته هم والله الفائزون يوم القيامة ) . قال صلى الله عليه وآله : دعوتُ ، ولكن قيل لي إن للحسين درجةً لا يصل إليها أحد إلا الحسين ، ولا يصل إليها إلا بالشهادة ! والثانية ، أنه يبلغ من درجته أن شيعته يكون لهم حق الشفاعة ! والثالثة ، أن المهدي الموعود يكون من صلبه صلى الله عليه وآله ! هذه الثلاثة ترتبط بقتله ، وإلا فلا ، وأنا اخترت أن يكون ما شاء الله ! فالمسألة أن الإمام الحسين عليه السلام قام بعمل في عاشوراء فنال ذلك المقام الذي لا يستطيع أحد أن يدركه ! وأن وجود وليَّ العصر عليه السلام ودولة الحق