المقبول . . عندها يكون ثوابك معادلاً لزيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام ! إن ملح الطعام اسمه صلوات الله عليه . . ونحن نتحسر على أنفسنا ، فلا فهمناه هو ، ولا فهمنا عاشوراءه ! لم نعرف ماذا كان الحسين عليه السلام ، وماذا عمل يوم عاشوراء ، وماذا صار ؟ ! هذا الحديث قرأناه ، ومن أراد منكم أن يذهب فهو في حل ، فقد ذكرنا اسم سيد الشهداء عليه السلام ولا يصح أن نقطع الكلام ! إن قضية عاشوراء ، وشخصية صاحبها إنما تفهم وتتعقل من كلمات الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم ، فالإمام كلامه قالب الواقع ، ومن المحال أن يكون فيها ذرة نقص أو زيادة على الواقع . الإمام الرضا عليه السلام يقول : إن يوم الحسين أقرح جفوننا ! يعني أنه عليه السلام كان يبكي في يوم أيام عاشوراء حتى تُقرح أجفانه ! كما كان أبوه الكاظم عليه السلام عندما يدخل محرم ينقبض ولا يضحك ! ففي أمالي الصدوق قدس سره ص 190 : ( قال الرضا عليه السلام : إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال ، فاستحلت فيه دماؤنا ، وهتكت فيه حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت النيران في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله صلى الله عليه وآله حرمة في أمرنا ! إن يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذل عزيزنا ، بأرض كرب وبلاء ، أورثتنا الكرب والبلاء ، إلى يوم الانقضاء ! فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فإن البكاء يحط الذنوب العظام . ثم قال عليه السلام : كان أبي صلوات الله عليه إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكاً ، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين صلوات الله عليه ) .