إلى خلقي ، وحَبِّبْ خلقي إليَّ . قال : يا رب كيف أفعل ؟ قال : ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني ، فلئن ترد آبقاً عن بابي ، أو ضالاً عن فنائي ، أفضل لك من عبادة مائة سنة بصيام نهارها ، وقيام ليلها . قال موسى : ومن هذا العبد الآبق منك ؟ قال : العاصي المتمرد . قال : فمن الضال عن فنائك ؟ قال : الجاهل بإمام زمانه تعرفه ، والغائب عنه بعد ما عرفه ، الجاهل بشريعة دينه ، تعرفه شريعته ، وما يعبد به ربه ويتوصل به إلى مرضاته . قال علي بن الحسين صلى الله عليه وآله : فأبشروا علماء شيعتنا بالثواب الأعظم والجزاء الأوفر ) . ( البحار : 2 / 4 ) إقرؤوا بتفكير . . ما معنى هذه الكلمة : حَبِّبْنِي إلى خلقي ، وحَبِّبْ خلقي إليَّ ؟ ! يقول الله تعالى هذا الكلام لنبيه موسى عليه السلام بعد أن نجح في تلك الإمتحانات وعبر تلك المراحل ، ووصل إلى تلك المقامات ! يقول له : الآن حان الوقت الذي تكون فيه دلاَّلاً لمحبتي ! لله ، أي دلالون نحن بين الله وخلقه ؟ ! إن كل واحد منكم يذهب إلى بلد أو قرية ، فهو دلال بين الخالق والخلق ! هذا هو عملكم ، فافهموا ماذا تعملون ، وبأي نية تذهبون ، ثم انظروا في نتيجة ذلك . قال : يا رب كيف أفعل ، لكي أصل إلى هذا المقام ؟ قال : ذكرهم آلائي ونعمائي . . ويسأل بعضهم : هل نذهب للتبليغ أم لا نذهب ؟ وإذا ذهبنا ماذا نفعل ؟ الجواب كله هنا . . لقد حدد لك كيف تذهب ، وماذا تقول وكيف ، وماذا تفعل ، وأي نتيجة تهدف من عملك . . فلم يبق شئ !