responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 185


عندما تذهبون وتريدون أن تتحدثوا إلى الناس حببوهم بالله تعالى ، قوُّوا علاقتهم به وحبهم له ، فبذلك تحببون الله تعالى بخلقه . . كيف ؟
طريق ذلك أن تقرؤوا بابين : باباً في آلاء الله ، وباباً في نعمائه : ذكرهم بآلائي ونعمائي . . هذا هو إعجاز كلام الأئمة عليهم السلام .
لقد قرأتم في كتب المقدمات أن الآلاء هي المواهب المعنوية ، والنعماء هي المواهب الظاهرية . . والإنسان المبلغ للدين يجب أن يكون عالماً بآلاء الله تعالى ونعمائه ، لابد له أن يعرف عالم ملك كل إنسان وعالم ملكوته ، وطريق ذلك التعمق والغور في الأحاديث .
ذكروا الناس بما أعطاهم الله تعالى في ظاهرهم وفي باطنهم ، ولا تحتاجون إلى شئ غيره ، فبهذا تفتِّحون أكمام ورودهم ، وتيقظون فيهم فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ( سورة الروم : 30 ) .
أحيوا فيهم ذلك العشق الكامن في أعماق فطرة الناس لخالقهم ، فإن أحييتم حبهم له ، صاروا مطيعين لربهم ، وصاروا محبوبين له .
وبذلك تكونون حببتم الناس بربهم ، وحببتموه بهم .
وإذا ذهب أحدكم شهراً للتبليغ فليعاود ذلك مرة أخرى ، وإن طبَّق ما سنذكره إجمالاً ، فسوف تتحول شخصيته إلى إكسير ، أين منه الذهب ؟ !
وطريق ذلك هذه الرواية الشريفة التي لا يتسع المجال لشرحها ، فلنكمل قراءة ألفاظها : فلئن ترد آبقاً عن بابي أو ضالاً عن فنائي . . إن تفعل واحداً من هذين : ترد إنساناً آبقاً هارباً من ربه ، أو ترشد إنساناً ضالاً عن رحاب ربه إلى فنائه !
لاحظوا أن المتكلم هو الله تعالى ، والمستمع نبي الله موسى عليه السلام ، والموضح

185

نام کتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست