نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 96
أن توسله بأعزاء العتبة الإلهية هو من جملة أسباب نزول الرحمة ، وهبوط اللطف الإلهي ، ولو لم يكن هذا التوسل ، فإن العلة الناقصة ( كإيمان الشخص ، وعمله ) لم تكن كافية في نزول اللطف الإلهي . إن خلل هؤلاء إزاء موضوع التوسل ، هو كاستشكال الماديين إزاء صلاة المطر ، ومسألة المطر من الله سبحانه وتعالى . إنهم يقولون : إذا كانت الظروف الجوية ملائمة لهطول المطر ، وقد تبخرت مياه البحر بالحد الكافي ، ووصل البخار في الهواء حدّ الإشباع ، فبالضرورة سيهطل المطر ، وبعكس هذه الحالة ، فلن يتساقط المطر ، سواء قمتم بالدعاء أو لم تقوموا به . لقد أجبنا على هذا الخلل وبإسهاب في كتاب « القضاء والقدر في العلم والفلسفة الإسلامية » وبرهنا أن الدعاء المؤثر ، من وجهة نظر الإلهيين هو ضمن أسباب هطول المطر ، وهناك ظواهر أخرى . ولو لم يكن هذا الدعاء ، فإن الأحوال الجوية لم تكن كافية في نزول الرحمة ، ولأننا لا نملك معرفة كاملة بصدد أسباب الظواهر ، ولأنه تهمنا فقط العلل المادية من بين العلل جميعها ، فلذا نتصور أن « الدعاء المؤثر » هو خارج « إطار » أسباب الظواهر . وإننا نجيب بنفس الشيء على السادة الوهابيين . فهم يعتبرون التوسل بمكانة الأولياء أمر غير مجد ولا مؤثر ، ويتصورون أن المؤثر الوحيد من حيث أهل التوسل ، هو شأن الصالحين ومكانتهم ، فهم يقولون انطلاقا من هذا : ما العلاقة بين التوسل بالأنفس المحترمة أو بالمكانة والشأن بموضوع استجابة الدعاء ؟ . بل أن التوسل بالصالحين ، خاصة الأنبياء والأولياء ، هو تبيان
96
نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 96