نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 84
ناهيك عن هذا ، فلم يثبت أبدا أن عبادة المسيحيين للمسيح هي وسيلة للتقرب إلى اللَّه سبحانه ، لأنهم يعتبرون المسيح هو اللَّه وجزء من اللَّه ، وليس كائنا متميزا عن اللَّه ، لكي يطرح موضوع التقرب . وأن الدليل الآخر على أن منظور الآية هو فقط عبادة الأوثان الخشبية والمعدنية ، هو أنه تطرح في الآية التي تليها عقيدة المسيحيين والبعض من عقائد عرب الجاهلية ، وبصورة مستقلة ، أنه كان يتراءى لهم ، أن للَّه ولد كالمسيح أو ملاكا ، ومن ثم ينتقد ذلك ، أفلا يكون هذا دليلا ، على أن منظور الآية موضوع البحث هو غير هذه المجاميع ؟ وإليكم الآية الشريفة التالية : لو أراد الله أن يتَّخِذَ ولدا لاصطفى مِمّا يخلُقُ ما يَشاءُ . . . 39 : 4 [1] . يتضح لدى أخذ هذه الأجوبة الثلاث بنظر الاعتبار ، أن الاستدلال بالآية على تحريم التوسل بالأولياء هو في غاية الضعف وعدم المقدورة ، وليس إلا حكم الكاتب قبل أوانه ، والذي حتّم عليه استدلال كهذا . الدليل الثالث : وما أموالكُم ولا أولادكُم بالتّي تقرّبكم عِندنا زُلفى ، إلا مَن آمَنَ وعَمِلَ صالِحا ، فأولئِكَ لَهُم جَزاء الضِّعفِ بما عَمِلُوا وهُمْ في