responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 83


بيد أن المذموم في الآية موضوع البحث ، هو عابد غير اللَّه نفسه ، ولو ورد موضوع التوسل في أحاديثهم بشكل تعليل وبيان الحافز لعبادة غير اللَّه ، وأن هدف الآية هو انتقاد المعلول .
ج - أننا نغض النظر عن هذين الجوابين اللذين يشكلان أساس تحليل وتركيب الآية ، ونتخذ ما هو مسلم به وهو أن الآية انتقدت كلا العملين وبشكل مستقل ومنفصل ، وتسميهما بالمشروع ، بيد أنه لا بد من الأخذ بنظر الاعتبار ، هل أن الآية تنهي عن كل أنواع التوسل بغير اللَّه . لكي يشتمل ذلك التوسل بالأولياء والأنبياء أيضا ؟ أو أنها تنتقد « الأوثان » و « الأصنام » ؟ وفي هذه الحالة لن تكون الآية شهادة على تحريم التوسل بأولياء عتبة اللَّه القدسية [1] .
لا ريب في أن الآية الشريفة موضوع البحث هي من الآيات المكية ، والمنظور من معبودات أهل مكة وضواحيها ، الخشبية والمعدنية والحجرية ، هو ذلك ، ولقد كان الدين الشائع والرائج بين أوساط الناس في شبه الجزيرة هو عبادة الأوثان الخشبية والمعدنية والحجرية نفسه ، وإذا كانت جماعة منهم تعبد الملائكة أو « عيسى المسيح » - عليه السلام - فهي الأقلية تماما ، ففي هذه الحالة يمكن القول بشكل حاسم ويقين ، أن منظور الآية هو تحريم الأوثان وليس الأولياء الصالحين .



[1] لأنه ، أولا : ليس للأوثان والأصنام أي نوع من الكفاءة والآهلية . . وثانيا : إنهم كانوا يعتبرون الأوثان ، مؤثرات مستقلة ، وحريات تامة في إدارة شئون العالم ، والمتملكون لمقام الشفاعة ، وقد جاء القرآن الكريم من هذه الحقيقة بتعبير « أندادا » ، وليس للشخص الموحد حيال الصالحين عقيدة كهذه أبدا . .

83

نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست