نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 81
اللَّه عبر عبادة غير اللَّه حرام وغير مشروع ، وليس التقرب من اللَّه عبر وساطة الصالحين بدون أن يتخذوا موضع العبادة ، ولم يتم النهي في الآية سوى عن شيء واحد ، وذلك هو التقرب من اللَّه عبر عبادة أوثان وأصنام ومخلوقات اللَّه ، ولا غير ، وليس من شيئين أحدهما عبادة المخلوق والآخر التوسل بالمخلوق . ب - صحيح أن المشركين كانوا يقومون بعملين اثنين : 1 - إنّهم كانوا يعبدون غير اللَّه سبحانه . 2 - كانوا يتخذون من الأشخاص وسطاء لهم . بيد أن الضغط الانتقادي موجه على القسم الأول ، وهو أن عبادة الأوثان عمل خطأ وغير مشروع ، وأن الآية بالنسبة إلى القسم الثاني ( توسيط أشخاص ما عدا عبادتهم ) ، لا وجهة نظر لها ، سلبا أو إيجابا . وإنما يجب في هذا الحقل مراجعة الأسانيد الأخرى من القرآن والسنة ، أو العقل والإدراك . فعندما تتحلى الواسطة بصلاحية أن الإنسان يبحث عن التقرب بوسيلتها ، بدون عبادته ، ففي هذه الحالة لن يكون لتوسل كهذا مانع ، وإذا كان خاليا من صلاحية كهذه ، فسوف يكون التقرب بوسيلته أمر سهو ولا جدوى له . إن دليلنا على أن الضغط الانتقادي هو على عبادة الأوثان ، ولا وساطة الأشخاص ، هو مستهل الآية نفسه ، حيث يقول : إلا لله الدّينُ الخالِصُ 39 : 3 . يعني سيتوجب على الناس ألا يعبدوا غير اللَّه تعالى ، وأن الذين اتخذوا لأنفسهم غيره هو ، أولياء ، ويعبدونهم ويطيعونهم ، لكي
81
نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 81