نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 26
والقيام بأعمال خارقة للعادة لا تنافي أن يكون اللَّه جلّ جلاله هو السبب الحقيقي والعلة الأساسية لها ، وذلك بأن منحهم القدرة على الاستحواذ على الكون - بإذنه تعالى - عند ما تقتضي الحاجة والمصلحة . والجدير بالذكر أن في القرآن الكريم آيات تصرّح بأن الناس كانوا يراجعون الأنبياء - وغير الأنبياء أيضا - كي يقوموا بأعمال خارقة للعادة وغير طبيعية [1] . وإليك نماذج من هذه الآيات : وأوحَينا إلى مُوسى إذ استسقاه قَومُه أن اضرِب بعَصاكَ الحَجَر 7 : 160 [2] . يدلّ ظاهر هذه الآية على أن بني إسرائيل طلبوا من النبي موسى - عليه السلام - في وقت الجفاف وشحة الماء ، أن يهيىء لهم الماء بالطرق الغيبية والمعجزة ، لا بالأسباب المادية الطبيعية . وترى واضحا في الآية ، أن بني إسرائيل لم يطلبوا من النبي موسى ، أن يدعو اللَّه ويسأله توفر الماء ، بل طلبوا منه أن يوفّر لهم الماء فجأة ومن دون سبب مادّي ، ولهذا فقد أمره بأن يضرب بعصاه الحجر كي ينفجر منه الماء بطريقة إعجازيّة .
[1] للاستزادة في توضيح هذا القسم ، والاستفادة من الآيات القرآنية ، يفضل الرجوع إلى كتاب المؤلف « قدرة الأنبياء المعنوية » . فقد عرضت فيه أسناد من القرآن الكريم عن قدرة هؤلاء الروحية . . [2] سورة الأعراف : الآية 160 . .
26
نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 26