نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 27
والأوضح من هذه الآية ، هي الآية التي تحكي قصّة النبيّ سليمان - عليه السلام - عند ما طلب من الحاضرين عنده بإحضار عرش بلقيس ، على الرغم من العراقيل والعقبات التي كانت تعترض طريقه . يقول تعالى : أيُّكُم يأتيني بِعَرشِها قَبلَ أن يأتُوني مُسلِمينَ 27 : 38 [1] . لقد كان هدف سليمان - عليه السلام - هو إحضار عرش بلقيس بطريقة غير اعتيادية ، ولقد تحقق ذلك فعلا عبر فرق الطبيعة ، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : قالَ الذي عِندَه عِلمٌ من الكتابِ أنا آتيكَ به قبل أن يرتدَّ إليك طَرفُكَ ، فَلَّما رآه مُستَقِرا عِندَه 27 : 40 [2] . إن روح الموضوع وبيت القصيد هو تصور البعض بأن الأعمال العادية هي من صلاحيات الإنسان ، وأن الأعمال الاستثنائية - التي يعجز الناس منها عادة - خاصة باللَّه سبحانه وتعالى ، وهذا هو الخطأ ، لأن المقياس في تمييز أفعال اللَّه عن غيره هو الاستقلال وعدم الاستقلال فيها . إن الأعمال الإلهية هي التي ينفذها الفاعل - وهو اللَّه - دون تدخّل الغير فيها ودون الاستعانة بقدرة الآخرين . وبعبارة أخرى ، فإن الأعمال الإلهية هي التي يكون الفاعل مستقلا تماما في تنفيذها ، ولا يحتاج إلى الغير في إنجازها أبدا .
[1] سورة النمل : الآية 38 . . [2] سورة النمل : الآية 40 . .
27
نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 27