نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 19
ورغم أن لظلم هؤلاء بحق يعقوب والنبي صحة ، بيد أن الآية لا تشير إلى أمر كهذا ، ولا يجوز لدى تحليل الآية إلحاق أي واقع كان بالآية ، حتى ولو لم تكن له أدنى صلة بها . فأعطوا الآيات موضع البحث ، متضلع بالعربية ملم بالقرآن الكريم ، فسترون بأم أعينكم أنه يقول : « استغفر » أن يكون للنبي تأثيرا في كسب مغفرة اللَّه ، وعلى هذا الأساس يأمر القرآن بالامتثال أمام النبي من أجل الحصول على مغفرة اللَّه ، وطلب المغفرة منه . والمدهش هو أن الكاتب ذاته يقول : « أن الاستغفار في الآية 97 من سورة يوسف ( وتلك الآية من سورة النساء والمنافقون ) هو وقف على حق الناس » . فيجب الاستفسار من هذا الكاتب ، إنه إذا كانت هذه الآية متعلقة ب « حق الناس » ، فلما ذا استخدم عبارة « الاستغفار » يا ترى ؟ يعني ، لو كان المقصود هو أن يغض الرسول النظر عن حقه ويغفر لهؤلاء ، فلما ذا يقولون إذن : « استغفر لنا ؟ » في الوقت الذي يجب أن يقولوا في « سورة المنافقون » : « اغفر لنا » و « واعف عنا » وبدلا من عبارة « يستغفر لكم رسول اللَّه » يجب قول : « يغفر لكم » ، وكذلك الأمر في « سورة النساء » فبدلا من عبارة « واستغفر لهم الرسول » يجب قول « وغفر لهم الرسول » . ناهيك عن ذلك ، فلقد قالوا منذ القدم أنه ليس في الأمر شيئا خاصا . لنفترض أن الآيات المذكورة وردت في حالة أن « حق الناس » موجود كذلك إلى جانب « حق اللَّه » ، ويكون دعاء النبي أساسا لمغفرة هؤلاء من كلا الحقين . ولنفترض الآن حالة يكون فيها « حق اللَّه » فقط مطروحا ، وليس مقرونا
19
نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 19