نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 18
يلاحظ تارة ، أن فئة لا تتمتع في البحوث المتعلقة بولاية الرسل والأئمة المعصومين ، بخطوات راسخة وسديدة ، تستهويها في بعض الأحيان ما يكتبه « الوهابيون » فتقول : « إن أولاد يعقوب قاموا دون ريب بإيذائه وإعناته ، وعذّبوا باله بسبب يوسف وأخاه بنيامين . والآن يرومون أن يغفر عنهم والدهم ، ومن ثم يتضرع إلى اللَّه ليغفر لهم . . . » . ثم يشير الكاتب المذكور إلى الآيات 64 من « سورة النساء » و « سورة المنافقون » ويستنتج ما مفاده : « يستنتج من هذه الآية وأمثالها من الآيات ، إن كل من يرتكب إثما لا مناص عليه من الامتثال أمام الرسول وأن يعترف بإثمه ، وأن يتضرع إلى اللَّه بأدمة الرسول أن يغفره ، بل أن هذه الآيات في مواقع أخرى تبيّن أن المذنبين أنفسهم قد أجحفوا بحق الرسول ، ويطلبون منه أن يغض النظر عن خطيئتهم ، ومن ثم أن يطلب من اللَّه المغفرة لهم » [1] . فليس لهذا الكلام أساس من الصحة ، لأن : أولا : إن موضوع البحث في الآية هو حق اللَّه وليس حق الرسول ومصطلح « حق اللَّه » هو المطروح وليس « حق الناس » . صحيح أن أبناء يعقوب كانوا قد ظلموا أباهم ، والمنافقون كانوا قد ظلموا النبي ، بيد أن ظلم الأبناء ليعقوب ، أو المنافقون للنبي ( ص ) ، ليس واردا في هذه الآية أبدا .