نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 111
فإن صحّ هذا الجواز شرعا فنحن من أسبق النّاس إلى الأخذ به والعمل بمقتضاه » . أمّا من المؤسف ، أنه يريد من خلال عراقيل بني إسرائيل أن يشوّه دلالة الحديث ، وأن يعتبره بمثابة التوسل بدعاء الأخ المؤمن ، وليس التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين أنفسهم . ولنتأمل الآن بدقة مضمون الحديث ، ليتضح أن الحديث متعلق بأي من التوسلين : 1 - تحكي لفظة البخاري عن أن المسلمين يتوسلون بشأن « الاستسقاء » بشخص « الرسول الأكرم » - صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم - وبمكانته ومنزلته ، ليس فقط بدعاء الرسول ، كما كان الخليفة يتوسل بمكانة ومنزلة العباس وصلة القربى التي كانت تربطه بالنبي ، فإنهم كانوا يتخذون منها وسيلة لاستجابة دعاءهم . إن تبرير الحديث عبر هذا الطريق الذي كان فيه يتوسل المسلمون والخليفة كذلك بدعاء النبي ودعاء العباس ، هو تزوير الحديث تماما وقلب فقاده الظاهري ، ولا يجوز لنا أن نرفع أيدينا عن ظاهره ما دام الدليل القطعي ليس على خلاف ظاهر الكلام ، وإلا سيكون أساس الشريعة ( هنيئا ) عرضة للتأويل . 2 - لو أخذنا العبارات التي نقلت عن الخليفة في موضوع التوسل بالعباس وهو أنه كان يقسم باللَّه تعالى ، ويقول : « هذا واللَّه الوسيلة إلى اللَّه والمكان منه » [1]