نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 218
المسائل العشر - 9 - الصلاة عند القبور يقول ابن تيمية في رسالة " زيارة القبور " : " لم يذكر أحد من أئمة السلف أن الصلاة عند القبور وفي مشاهدها مستحبة ، ولا أن الصلاة والدعاء أفضل منها في غيرها ، بل اتفقوا كلهم على أن الصلاة في المساجد والبيوت أفضل منها عند قبور الأنبياء " [1] . هذا كلام ابن تيمية ومن حذى حذوه من الوهابية ، فنقول : إن ما دل على جواز الصلاة والدعاء في كل مكان يدل بإطلاقه على جواز الصلاة ، والدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبور سائر الأنبياء والصالحين أيضا ، ولا يشك في الجواز من له أدنى إلمام بالكتاب والسنة ، وإنما الكلام هو في رجحانها عند قبورهم فنقول في هذا المجال : إن إقامة الصلاة عند تلك القبور لأجل التبرك بمن دفن فيها وهذه الأمكنة مشرفة بهم وقد تحقق شرف المكان بالمكين ، وليست الصلاة - في الحقيقة - إلا لله تعالى لا للقبر ولا لصاحبه ، كما أن الصلاة في المسجد هي لله أيضا ، وإنما تكتسب الفضيلة بإقامتها هنا لشرف المكان ، لا أنها عبادة للمسجد ، فالمسلمون يصلون عند قبور من تشرفت بمن دفن فيها لتنالهم بركة أصحابها الذين جعلهم الله