نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 219
مباركين ، كما يصلون عند المقام الذي هو " حجر " شرف بملامسة قدمي إبراهيم الخليل لها . قال سبحانه : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى . . . ) ( البقرة - 125 ) . فليس لاتخاذ المصلى عند ذلك المقام الشريف سبب إلا التبرك بقيام إبراهيم - عليه السلام - عليه ، وهم يدعون الله عند القبور لشرفها بمن دفن فيها فيكون دعاؤهم عندها أرجى للإجابة وأقرب للاستجابة ، كالدعاء في المسجد أو الكعبة أو أحد الأمكنة ، أو الأزمنة التي شرفها الله تعالى . والحاصل أنه يكفي في جواز الصلاة الاطلاقات والعمومات الدالة على أن الأرض جعلت لأمة محمد مسجدا وطهورا . وأما الرجحان فللتبرك بالمكان المدفون فيه النبي أو الولي ذي الجاه عند الله ، كالتبرك بمقام إبراهيم . أفلا يكون المكان الذي بورك بضمه لجسد النبي الطاهر ، مباركا ، مستحقا لأن تستحب عنده الصلاة وتندب عبادة الله فيه . والعجب أن ابن القيم جاء في كتابه " زاد المعاد " بما يخالف عقيدته ، وعقيدة أستاذه ابن تيمية إذ قال : " إن عاقبة صبر هاجر وابنها على البعد والوحدة ، والغربة والتسليم إلى ذبح الولد آلت إلى ما آلت إليه من جعل آثارهما ، ومواطئ أقدامهما مناسك لعبادة المؤمنين ، ومتعبدات لهم إلى يوم القيامة وهذه سنته تعالى فيمن يريد رفعه من خلقه " [1] .
[1] زاد المعاد في هدي خير العباد ، طبعة البابي الحلبي ، مصر ، مراجعة طه عبد الرؤوف طه عام 1390 ه - 1970 م .
219
نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 219