نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 216
من التوجه إلى كل مسجد ، فإن سائر المساجد إما مسجد الجامع ، أو مسجد السوق أو مسجد المحلة فلكل واحد من هذه المساجد نظير في بلد المرء فلا ينبغي أن يشد إليها الرحال في البلاد الأخرى ما دامت تتساوى في الفضيلة ، نعم ما يترتب على الصلاة في هذه المساجد الثلاثة لا يترتب على الصلاة في سائر المساجد ولذلك يستحب شد الرحال إليها . فتلخص أولا أن معنى الحديث هو عدم شد الرحال إلى مسجد من المساجد لا إلى مكان من الأمكنة ولا إلى قبر . هذا أولا ونقول ثانيا : إن النهي عن شد الرحال إلى سائر المساجد دون الثلاثة ليس نهيا إلزاميا ، بل هو للإرشاد إلى عدم ترتب ثواب وافر على التوجه إلى سائر المساجد . ويدل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يشد الرحال إلى غير المساجد المذكورة في الحديث كما في صحيح البخاري : ففي باب إتيان مسجد قبا راكبا وماشيا عن ابن عمر قال : كان النبي صلى الله عليه و آله وسلم يأتي قباء راكبا وماشيا [1] . وفي باب من أتى مسجد قباء كل سبت ، عن ابن عمر قال : كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا وراكبا وكان عبد الله ( بن عمر ) يفعله [2] . وفي باب مسجد قباء عن ابن عمر أنه كان يحدث أن رسول الله يزوره راكبا وماشيا [3] .
[1] صحيح البخاري : 2 / 61 . [2] المصدر نفسه : 2 / 61 . [3] المصدر نفسه : 2 / 61 .
216
نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 216