نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 32
يقول صاحب الهدية السنية : " ومما نحن عليه ، أن البدعة - وهي ما حدثت بعد القرون الثلاثة - مذمومة مطلقا خلافا لمن قال : حسنة وقبيحة ، ولمن قسمها خمسة أقسام ، إلا إن أمكن الجمع بأن يقال : الحسنة ما عليها السلف الصالح شاملة للواجبة والمندوبة والمباحة ، وتكون تسميتها بدعة مجازا ، والقبيحة ما عدا ذلك شاملة للمحرمة والمكروهة ، فلا بأس بهذا الجمع . . . " [1] . إن هذه النظرية الشاذة الغريبة اعتمدت حسب ما يبدو على روايات وردت في فضل أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقد روى البخاري عن عمران بن الحصين ، يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، قال عمران : فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا ، ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يفون ، ويظهر فيهم السمن [2] . وروى أيضا عن عبد الله إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ، ويمينه شهادته ، قال : قال إبراهيم : وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار ) [3] . إن الاحتجاج بهذه الروايات على أنها الميزان في تمييز البدعة عن السنة باطل من عدة وجوه :
[1] الهدية السنية ، الرسالة الثانية : 51 . [2] فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، لابن حجر العسقلاني 7 : 6 باب فضائل أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . [3] المصدر السابق .
32
نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 32