نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 33
الأول : إن القرن في اللغة هو النسل [1] ، وقد استعمل هذا المعنى في القرآن الكريم ، قال سبحانه وتعالى : * ( فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ) * [2] . والمتعارف أن معدل عمر كل نسل أو جيل هو الستون أو السبعون من السنين ، فيكون المراد من تلك الروايات ، مجموع تلك السنين وهو يتراوح بين 180 و 210 سنة فأين ذلك من تفسير الحديث المار بثلاثمائة سنة . الثاني : إن شراح الحديث اختلفوا في تفسير الرواية ، ومع ذلك فإن كل التفاسير لا يستفاد منها ما تبناه الكاتب من أن القرون الثلاثة هي ثلاثمائة سنة ، فهناك من يقول إن المراد في قوله : " قرني " هو أصحابه ومن " الذين يلونهم " أبناءهم ومن " الثالث " أبناء أبنائهم . . وغيره يقول بأن قرنه ما بقيت عين رأته ، ومن الثاني ما بقيت عين رأت من رآه ، ثم كذلك . ويقول ثالث : إن قرنه هم الصحابة ، والثاني التابعون ، والثالث تابعوهم [3] . وعلى كل التفاسير المارة فإن المدة المفترضة هي أقل من ثلاثمائة سنة ، فإذا أخذنا بالقول الأخير وهو أعم الأقوال وأكثرها سعة من ناحية الامتداد الزمني ، فإن آخر من مات من الصحابة هو أبو الطفيل وقد اختلفوا في تاريخ وفاته ، فقد قيل أنه توفي في سنة 120 ه أو قبلها أو
[1] العين ، للخليل . اللسان ، لابن منظور ، مادة ( قران ) . [2] الأنعام 6 : 6 . [3] شرح صحيح مسلم ، للنووي 16 : 85 .
33
نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 33