responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 33


وأما دراستها تفصيلا فإليك البيان :
1 - تضافرت الآيات على ذم عمل المشركين حيث كانوا يقسمون رزق الله إلى ما هو حلال وحرام فجاء الوحي منددا بقوله : * ( قل أالله أذن لكم أم على الله تفترون ) * ( يونس - 59 ) وفي آية أخرى يعد عملهم افتراء على الله كما يقول :
* ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ) * ( النحل - 116 ) ومن المعلوم أن المشركين كانوا ينسبون الحكمين إلى الله سبحانه ، وأنه سبحانه جعل منه حلالا وحراما ، فكان عملهم بدعة في الدين .
2 - قد تعرفت في التقديم ، أنه سبحانه يصف من لم يحكم بما أنزل الله ، بكونه كافرا وفاسقا ، ومن المعلوم أن أحبار اليهود كانوا يحرفون الكتاب فيصفون ما لم يحكم به الله ، بكونه حكم الله ، قال سبحانه : * ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) * ( البقرة - 79 ) فقوله : * ( هذا من عند الله ) * صريح في أنهم كانوا يتدخلون في الشريعة الإلهية فيعرفون ما ليس من عند الله على أنه من عند الله ، وهذا يثبت بأن الموضوع في هذه الآية وأمثالها هو البدعة في الدين لا مطلقها .
3 - ترى أنه سبحانه يذم الرهبان لابتداعهم ما لم يكتب عليهم قال سبحانه : * ( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ) * ( الحديد - 27 ) ومعنى الآية أنهم كانوا ينسبون الرهبانية إلى شريعة المسيح مدعين بأنه هو الذي شرع لهم ذلك العمل ، والقرآن يردهم بقوله :
* ( ما كتبناها عليهم ) * .
4 - إنه سبحانه وصف أهل الكتاب بأنهم اتخذوا رهبانهم وأحبارهم أربابا من دون الله ، وقد فسره النبي الأكرم بأنهم كانوا يحرمون ما أحل الله فيتبعونهم أتباعهم ، أو يحللون ما حرم الله عليهم فيقبلونه بلا تردد ، ومن المعلوم أن

33

نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست