responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 27


4 - وقال الغزالي : وما يقال : إنه أبدع بعد رسول الله ، فليس كل ما أبدع منهيا بل المنهي عنه بدعة تضاد سنة ثابتة ، وترفع أمرا من الشرع مع بقاء علته ، بل الإبداع قد يجب في بعض الأحوال إذا تغيرت الأسباب [1] .
5 - وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي في شرح المشكاة : إعلم أن كل ما ظهر بعد رسول الله بدعة ، وكل ما وافق أصول سنته وقواعدها أو قيس عليها فهو بدعة حسنة وكل ما خالفها فهو بدعة سيئة وضلالة [2] .
6 - وقال ابن الأثير : البدعة بدعتان : بدعة هدى ، وبدعة ضلال ، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهو في حيز الذم والإنكار ، وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه ، وحث عليه الله أو رسوله فهو في حيز المدح ، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة ، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد جعل له في ذلك ثوابا فقال :
" من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها " وقال في ضده : " ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها " وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
ومن هذا النوع قول عمر - رضي الله عنه - : " نعمت البدعة هذه ( التراويح ) " لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح ، سماها بدعة ومدحها ، إلا أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يسنها لهم وإنما صلاها ليالي ثم تركها ولم يحافظ عليها ، ولا جمع الناس لها ، ولا كانت في زمن أبي بكر ، وإنما عمر - رضي الله عنه - جمع الناس عليها وندبهم إليها ، فبهذا سماها بدعة ، وهي على الحقيقة سنة ، لقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي " وقوله : " اقتدوا باللذين



[1] الغزالي : الإحياء : 2 / 3 ط الحلبي .
[2] الكشاف لاصطلاحات الفنون كما في البدعة ، للدكتور عزت : 162 .

27

نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست