نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 188
" ومع هذا فإن المسألة مشكلة ولم أر من كشف الغطاء في ذلك " [1] . وإن هذه الإشكالات الواردة والتي بقيت بلا جواب تجعل الإنسان يشكك في صحة انتساب هذه الجملة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيحتمل قويا أنها موضوعة . الثالثة : لو افترضنا أن الصحابة أظهرت اهتمامها بصلاة التراويح بإقامتها جماعة أفيكون ذلك ملاكا للفرض على غيرهم ولم تكن نسبة الحاضرين إلى الغائبين إلا شيئا لا يذكر ، فإن مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يومذاك كان مكانا محدودا لا يسع إلا ما يقارب ستة آلاف نفر أو أقل ، فقد جاء في الفقه على المذاهب الخمسة : " كان مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) 35 مترا في 30 مترا ثم زاده الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجعله 57 مترا في 50 مترا " [2] . أفيمكن جعل اهتمامهم كاشفا عن اهتمام جميع الناس بها في جميع العصور إلى يوم القيامة ؟ ! الرابعة : وجود الاختلاف في عدد الليالي التي أقام النبي فيهما نوافل رمضان جماعة . فعلى ما نقله البخاري في كتاب الصوم أن النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صلى التراويح مع الناس ثلاث ليال ، وعلى ما نقله في باب التحريض على قيام الليل ، أنه صلاها ليلتين ، ووافقه مسلم في كلا النقلين ويظهر مما ذكره غيرهما - كما مر في صدر المقال - أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أقامها في ليال متفرقة ( ليلة الثالث ، والخامس ، والسابع والعشرين ) . وهذا يعرب عن عدم الاهتمام بنقل فعل الرسول على ما عليه ، فمن أين تطمئن على سائر ما جاء فيه من أن النبي استحسن عملهم ؟ ! الخامسة : إن الثابت من فعل النبي ، أنه صلاها ليلتين ، أو أربع في آخر الليل ، وهي لا تزيد عن ثماني ركعات ، فلو كان النبي أسوة فعلينا الاقتداء به فيما
[1] إرشاد الساري : 3 / 428 . [2] محمد جواد مغنية : الفقه على المذاهب الخمسة : 2850 .
188
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 188