نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 135
أوهام وتشكيكات : إن للقائلين بالمنع تشكيكات وشبه كلها سراب لا ماء ، نذكرها بنصوصهم : أ - الاحتفال نوع من العبادة : قال محمد حامد الفقي : والمواليد والذكريات التي ملأت البلاد باسم الأولياء هي نوع العبادة لهم وتعظيمهم [1] . يلاحظ عليه : أن العنصر المقوم لصدق العبادة على العمل هو الاعتقاد بإلوهية المعظم له أو ربوبيته ، أو كونه مالك لمصير المعظم المحتفل ، وأن بيده عاجله وآجله ، ومنافعه ومضاره ولا أقل ، وبيده مفاتيح المغفرة والشفاعة . وأما إذا خلا التعظيم عن هذه العناصر وقام بالاحتفال بذكرى رجل ضحى بنفسه ونفيسه في طريق هداية المحتفلين ، فلا يعد ذلك عبادة له وإن أقيمت له عشرات الاحتفالات وألقيت فيها القصائد والخطب . ومن المعلوم أن المحتفلين المسلمين يعتقدون أن النبي الأكرم عبد من عباد الله الصالحين ، وفي الوقت نفسه هو أفضل الخليقة ، ونعمة من الله إليهم ، فلأجل تكريمه يقيمون الاحتفال أداء لشكر النعمة . ب - لم يحتفل السلف بمولد النبي : قال ابن تيمية : إن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له ، وعدم المانع منه ، ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا لكان السلف - رضي الله عنهم - أحق به منا ، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتعظيما له منا ، وهم على الخير أحرص [2] .
[1] محمد حامد الفقي في تعليقته على فتح المجيد : 154 . [2] ابن تيمية : اقتضاء الصراط المستقيم : 293 - 294 .
135
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 135