نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 25
حجة القائل بأن العمل جزء من الإيمان ؟ احتج القائل بأن العمل جزء من الإيمان بآيات : 1 - قوله سبحانه : * ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) * ( الفتح / 4 ) . ولو كانت حقيقة الإيمان هي التصديق ، لما قبل الزيادة والنقيصة ، لأن التصديق أمره دائر بين الوجود والعدم . وهذا بخلاف ما لو كان العمل جزءا من الإيمان . فعندئذ يزيد وينقص حسب زيادة العمل ونقيصته . والزيادة لا تكون إلا في كمية عدد لا في ما سواه ، ولا عدد للاعتقاد ولا كمية له ( 1 ) . يلاحظ عليه : أن الإيمان بمعنى الإذعان أمر مقول بالتشكيك . فلليقين مراتب ، فيقين الإنسان بأن الاثنين نصف الأربع ، يفارق يقينه في الشدة والظهور ، بأن نور القمر مستفاد من الشمس ، كما أن يقينه الثاني ، يختلف عن يقينه بأن كل ممكن فهو زوج تركيبي له ماهية ووجود ، وهكذا يتنزل اليقين من القوة إلى الضعف ، إلى أن يصل إلى أضعف مراتبه الذي لو تجاوز عنه لزال وصف اليقين ، ووصل إلى حد الظن ، وله أيضا مثل اليقين درجات ومراتب ، ويقين الإنسان بالقيامة ومشاهدها في هذه النشأة ليس كيقينه بعد الحشر والنشر ، ومشاهدتها بأم العين . قال سبحانه : * ( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) * ( ق / 22 ) فمن ادعى بأن أمر الإيمان بمعنى التصديق والإذعان ، دائر بين الوجود والعدم ، فقد غفل عن حقيقته ومراتبه . فهل يصح لنا أن ندعي أن إيمان الأنبياء بعالم الغيب ، كإيمان الإنسان العادي ، مع أن مصونيتهم من العصيان والعدوان رهن علمهم بآثار المعاصي وعواقبه ، الذي يصدهم عن اقتراف المعاصي وارتكاب الموبقات . فلو كان إذعانهم كإذعان سائر الناس ، لما تميزوا بالعصمة عن المعصية . وما ذكره من أن الزيادة تستعمل في كمية العدد
1 . الفصل : 3 / 194 .
25
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 25