نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 24
الرابع : هذا القسم مع ضم فعل المندوبات وترك المكروهات بل المباحات كما ورد في إجبار صفات المؤمن وبهذا المعنى يختص بالأنبياء والأوصياء . وبه يفسر قوله سبحانه : * ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين . . . * وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) * ( يوسف 103 - 106 ) وعلى هذا فجميع المعاصي بل التوسل بغيره تعالى يكون داخلا في الترك المذكور في الآية وثمرة هذا الإيمان أنه يؤمن على الله فيجيز أمانه ، وأنه لا يرد دعاءه وسائر ما ورد في درجاتهم ومنازلهم عند الله . وعلى ضوء هذا إن الآيات والأخبار الدالة على دخول الأعمال في الإيمان يحتمل وجوها : 1 - أن يحمل على ظواهرها ويقال إن العمل داخل في حقيقة الإيمان على بعض المعاني . 2 - أن يكون الإيمان هو نفس العقيدة لكن مشروطا بالأعمال فيكون العمل شرطا لا شطرا . 3 - أن يكون للإيمان درجات تختلف شدة وضعفا وتكون الأعمال كثرة وقلة كاشفة عن حصول كل مرتبة من تلك المراتب ( 1 ) . ولأجل إكمال البحث وإيضاح الحقيقة نرجع إلى ما استدل به القائل : " بأن العمل جزء من الإيمان " حتى تتجلى الحقيقة بأجلى مظاهرها ، وتعلم صحة ما ذكرنا من المحامل الثلاثة الآنفة الذكر .
1 . المجلسي : البحار : 69 / 127 - 128 .
24
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 24