نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 26
منقوض بآيات كثيرة استعملت الزيادة فيها في غير زيادة الكمية . قال سبحانه : * ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) * ( الإسراء / 109 ) . وقال : * ( ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا ) * ( الإسراء / 41 ) . والمراد شدة خشوعهم ونفورهم ، لا كثرة عددهم ، إلى غير ذلك من الآيات التي استعمل فيها ذلك اللفظ في القوة والشدة لا الكثرة العددية . 2 - قوله سبحانه : * ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) * ( البقرة / 143 ) وإنما عنى بذلك صلاتهم إلى بيت المقدس قبل أن تنسخ بالصلاة إلى الكعبة . يلاحظ عليه : أن الاستعمال أعم من الحقيقة ، ولا نشك في أن العمل أثر للإذعان ورد فعل له ، ومن الممكن أن يطلق السبب ويراد به المسبب . إنما الكلام في أن الإيمان لغة وكتابا موضوع لشئ جزؤه العمل وهذا مما لا يثبته الاستعمال . أضف إليه أنه لو أخذنا بظاهرها الحرفي ، لزم أن يكون العمل نفس الإيمان لا جزءا منه ، ولم يقل به أحد . 3 - قوله سبحانه : * ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) * ( النساء / 65 ) . أقسم سبحانه بنفسه أنهم لا يؤمنون إلا بتحكيم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والتسليم بالقلب وعدم وجدان الحرج في قضائه . والتحكيم غير التصديق والتسليم ، بل هو عمل خارجي . يلاحظ عليه : أن المنافقين - كما ورد في شأن نزول الآية - كانوا يتركون النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويرجعون في دعاويهم إلى الأخبار و - مع ذلك - كانوا يدعون الإيمان بمعنى الإذعان والتسليم للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنزلت الآية لا يقبل منهم ذلك الادعاء حتى يرى أثره في حياتهم وهو تحكيم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المرافعات ، والتسليم العملي أمام قضائه ، وعدم إحساسهم بالحرج مما قضى . وهذا ظاهر متبادر من الآية وشأن نزولها . فمعنى قوله سبحانه : * ( فلا وربك لا يؤمنون ) * ، أنه
26
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 26