نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 204
القائل بالتفسير الإشاري لا ينكر كون الظاهر مرادا ولكن يقول بأن في هذه الظواهر ، إشارات إلى معان خفية تفهمه عدة من أرباب السلوك وأولو العقل والنهي وبذاك يمتاز عن تفسير الباطنية فإنهم يرفضون كون الظواهر مرادة ويأخذون بالبواطن هذا هو حاصل التفسير الإشاري . وربما يؤيد ذلك ما ورد عن نبي الإسلام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأن للقرآن ظهرا وبطنا ، وظاهره حكم ، وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ( 1 ) . وربما يؤيد أيضا بقول سبحانه : * ( فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ) * ( 2 ) . وقوله تعالى : * ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) * ( 3 ) . وقوله تعالى : * ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) * ( 4 ) . فهذه الآيات تشير إلى أن القرآن له ظهر وبطن وذلك لأن الله سبحانه حيث يصف الكافرين بأنهم لا يكادون يفقهون حديثا لا يريد بذلك أنهم لا يفهمون نفس الكلام ، لأن القوم كانوا عربا والقرآن لم يخرج عن لغتهم فهم يفهمون ظاهره بلا شك ، وإنما أراد بذلك أنهم لا يفهمون مراده من الخطاب فحضهم على أن يتدبروا في آياته حتى يقفوا على مقصود الله ومراده وذلك هو الباطن الذي جهلوه ولم يصلوا إليه بعقولهم ( 5 ) .
1 . الكافي : 2 / 9238 . 2 . النساء : 78 . 3 . النساء : 82 . 4 . محمد . 5 . التفسير والمفسرون ، نقلا عن الموافقات : 3 / 382 - 383 .
204
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 204