نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 203
ولا يخضع القرآن لعقيدته ، بل يعرض عقيدته على القرآن ، لأنه حجة الله على خلقه وعهده إلى عباده ، إليه يتحاكمون وعن حكمه يصدرون ، ولأجل ذلك لا يجوز له تأويل الآية وإخراجها عن ظاهرها ليوافق عقيدته ويلائم مذهبه ، فإن موقف المتصدي لتفسير كلام الله موقف المتعلم من المعلم ومجتني الثمرة من الشجرة ، فيجب أن يتربص إلى أن ينطلق المعلم فيأخذه خطة وقاعدة ويجتني الثمرة في أوانها وفي إيناعها . من البدع الذائعة في بعض التفاسير طلب الوجوه البعيدة في الإعراب ، أو حمل اللفظ على المعاني التي لا تتفق وسياقها ، أو سبب نزولها وتطبيق الآيات على موارد ومصاديق بعيدة - كلها - لأجل أغراض ودعايات وأهداف طائفية أو سياسية أو شخصية . عصمنا الله من ركوب الهوى والعصبية . * * * هل التفسير الإشاري من قبيل التفسير بالرأي ؟ هناك منهج اصطلحوا عليه بالتفسير الإشاري أو التفسير الفيضي ، وعرفوه بأن نصوص القرآن محمولة على ظواهرها ومع ذلك ففيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك ، ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة ( 1 ) . وبعبارة أخرى : ما يظهر من الآيات بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة . وبعبارة ثالثة :
1 . سعد الدين التفتازاني : شرح العقائد النسفية : 142 .
203
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 203