responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 205


ولا يخفى أن الاستدلال بهذه الآيات غير تام جدا فإنها تدعو إلى التدبر في نفس المفاهيم المستفادة من ظاهر الآيات وكون القرآن عربيا ، وكون القوم عربا لا يكفي في فهم القرآن الكريم من دون التدبر والإمعان فهل يكفي كون القوم عربا في فهم مغزى قوله سبحانه : * ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم ) * ( 1 ) .
أو في فهم قوله سبحانه : * ( وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون ) * ( 2 ) .
أو فهم قوله سبحانه : * ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ) * ( 3 ) .
فالدعوة إلى التدبر لا يدل على أن للقرآن وراء ما تفيده ظواهره بطنا .
أضف إلى ذلك أنه يمكن أن يكون الأمر بالتدبر هو تطبيق العمل على ما يفهمونه من القرآن فرب ناصح يدلي بكلام فيه نصيحة الأهل والولد ، ولكنهم إذا لم يطبقوا عملهم على قول ناصحهم يعود الناصح إليهم ، ويقول : لماذا لا تتدبرون في كلامي ؟ لماذا لا تعقلون ؟ مشعرا بذلك أنكم ما وصلتم إلى ما أدعوكم إليه وإلا لتركتم أعمالكم القبيحة وصرتم عاملين بما أدعو إليه .
وأما ما روي عن النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأن للقرآن بطنا وظهرا فالحديث فيه ذو شجون وأنه يحتمل وجوها على نحو مانعة الخلو .
1 - المقصود من البطن هو أن ما ورد في القرآن حول الأقوام والأمم من القصص ، وما أصابهم من النعم والنقم ، لا ينحصر على أولئك الأقوام ، بل هؤلاء


1 . الحديد : 3 . 2 . المؤمنون : 91 . 3 . الأنبياء : 22 .

205

نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست