نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 125
لقد أعطى القرآن الكريم عناية خاصة بعصبة المنافقين وأعرب عن نواياهم وندد بهم في السور التالية : البقرة ، آل عمران ، المائدة ، التوبة ، العنكبوت ، الأحزاب ، محمد ، الفتح ، الحديد ، المجادلة ، الحشر ، والمنافقون . وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن المنافقين كانوا جماعة هائلة في المجتمع الإسلامي بين معروف ، عرف بسمة النفاق ووسمة الكذب ، وغير معروف بذلك مقنع بقناع التظاهر بالإيمان والحب للنبي ، فلو كان المنافقون جماعة قليلة غير مؤثرة لما رأيت هذه العناية البالغة في القرآن الكريم . وهناك ثلة من المحققين كتبوا حول النفاق والمنافقين رسائل وكتابات وقد قام بعضهم بإحصاء ما يرجع إليهم فبلغ مقدارا يقرب من عشر القرآن الكريم ، وهذا يدل ( 1 ) على كثرة أصحاب النفاق وتأثيرهم يوم ذاك في المجتمع الإسلامي ، وعلى ذلك لا يصح لنا الحكم بعدالة كل من صحب الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع غض النظر عن تلك العصابة ، المتظاهرة بالنفاق والمختفية في أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ج - مرضى القلوب : وهذه المجموعة من الصحابة لم يكونوا من زمرة المنافقين بل كانوا يتلونهم في الروحيات والملكات مع ضعف في الإيمان والثقة بالله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال سبحانه بحقهم : * ( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) * ( 2 ) . فأنى لنا أن نصف مرضى القلوب الذين ينسبون خلف الوعد إلى الله سبحانه وإلى الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالتقوى والعدالة ؟
1 . النفاق والمنافقون : تأليف الأستاذ : إبراهيم على سالم المصري . 2 . الأحزاب : 12 .
125
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 125