نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 124
غير أن الرأي الحاسم في عامة الصحابة يستوجب النظر إلى كل الآيات القرآنية الواردة في حقهم ، فعندئذ يتبين لنا أن هناك أصنافا أخرى من الصحابة غير ما سبق ذكرها ، تمنعنا من أن نضرب الكل بسهم واحد ، ونصف الكل بالرضا والرضوان . وهذا الصنف من الآيات يدل بوضوح على وجود مجموعات من الصحابة تضاد الأصناف السابقة في الخلقيات والملكات والسلوك والعمل : أ - المنافقون المعروفون : المنافقون المعروفون بالنفاق الذين نزلت في حقهم سورة " المنافقون " قال سبحانه : * ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون . . . ) * إلى آخر السورة . ( 1 ) فهذه الآيات تعرب بوضوح عن وجود كتلة قوية من المنافقين بين الصحابة آنذاك ، وكان لهم شأن ودور في المجتمع الإسلامي فنزلت سورة قرآنية كاملة في حقهم . ب - المنافقون المختفون : تدل بعض الآيات على أنه كانت بين الأعراب القاطنين خارج المدينة ومن نفس أهل المدينة جماعة مردوا على النفاق وكان النبي الأعظم لا يعرف بعضهم ومن تلك الآيات قوله سبحانه : * ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق ( 2 ) لا تعلمهم نحن نعلمهم ) * ( 3 ) .