نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 112
والحسن والحسين - عليهم السلام - ) إلا كونهم عبادا صالحين مقربين عند الله مستجابة دعوتهم . ولا يعتقدون بغير ذلك من ربوبية أو إلوهية أو مالكية للشفاعة والمغفرة أبدا . ولكن القوم الذين عمدوا إلى تكفير الشيعة وغيرهم من المسلمين لم يفرقوا بين الدعائين والندائين ، فرموهما بسهم واحد . ثم يقول المدعو جبرين : " حيث جعلوه - أي عليا - عليه السلام - - ربا وخالقا ومتصرفا في الكون " ويا لها من كذبة وقحة ، وفرية فاضحة ، وتهمة للمسلمين الموحدين . فما الرب عند المسلمين شيعة وسنة ، وما الخالق وما المتصرف الحقيقي في الكون إلا الله سبحانه دون سواه . . . وهذه كتبهم ومصنفاتهم في العقائد والحديث والتفسير ، فهي طافحة بالاعتراف والإقرار بوحدانية الله تعالى في الذات والصفات والخالقية والتدبير والحاكمية والتشريع والطاعة ، والعبودية والشفاعة والمغفرة . وكيف ترى يحق لجبرين ونظرائه أن يكفروا المسلمين شيعة وسنة الذين يوحدون الله ، بشئ لم يعتقدوا به ولم يقولوا به ؟ ولو صح أن دعاء أحد يستلزم القول بألوهيته أو ربوبيته ويعد هذا الدعاء والنداء شركا وكفرا فكيف نادى ودعا إخوة يوسف ، أخاهم يوسف وقالوا : * ( يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين ) * ( 1 ) ؟ ولم يعتبر القرآن هذا شركا . فهل النبي الأكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أقل شأنا ودرجة من عزيز مصر يوسف الصديق - عليه السلام - ؟ !
1 . يوسف : 88 .
112
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 112