نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 80
منهم بأوليائه ، ويجعل لهم الكرة عليهم ، فلا يبقى منهم إلا من هو مغموم بالعذاب ، وتصفو الأرض ويكون الدين لله . وقد قال قوم : كيف يعود الكفار بعد الموت إلى طغيانهم وقد عاينوا عذاب البرزخ ؟ فقلت : ليس ذلك بأعجب من الكفار الذين يشاهدون العذاب فيقولون * ( يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ) * ( 1 ) فقال الله تعالى * ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ) * ( 2 ) فلم يبق للمخالف بعد هذا شبهة يتعلق بها ( 3 ) . وقال السيد المرتضى علم الهدى في جواب المسائل التي وردت عليه من الري حيث سألوا عن حقيقة الرجعة ، لأن شذاذ الإمامية يذهبون إلى أن الرجعة رجوع دولتهم في أيام القائم دون رجوع أجسامهم . الجواب : إن الذي تذهب إليه الشيعة الإمامية أن الله يعيد عند ظهور إمام الزمان المهدي ( عليه السلام ) قوما ممن كان تقدم موته من شيعته ، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ومشاهدة دولته . ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم ، والدليل على صحة ذلك أن ذلك لا شبهة على عاقل أنه مقدور لله غير مستحيل ، فإنا نرى كثيرا من مخالفينا ينكرون الرجعة إنكار من يراها مستحيلة . وإذا ثبت جواز الرجعة فالطريق إلى إثباتها إجماع الإمامية ، فإنهم لا يختلفون في ذلك ، وإجماعهم - قد بينا في غير موضع من كتبنا أنه - حجة ، وبينا أن الرجعة لا تنافي التكليف ، فلا يظن ظان أن التكليف معها باطل ، فإن التكليف كما يصح مع ظهور المعجزات ، فكذا يصح مع الرجعة ، لأنه ليس في ذلك ملجئ إلى فعل الواجب وترك القبيح .
1 و 2 - سورة الأنعام 6 : 27 و 28 . 3 - المسائل السروية : 32 - 36 ( ضمن مصنفات المفيد ج 7 ) باختلاف .
80
نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 80