نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 79
بآياتنا ) * ( 1 ) فأخبر أن الحشر حشران : عام وخاص . وقال سبحانه مخبرا عمن يحشر من الظالمين أنه يقول يوم الحشر الأكبر * ( ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ) * ( 2 ) وللعامة في هذه الآية تأويل مردود ، وهو أن قالوا : المعنى أنه خلقهم أمواتا ثم أماتهم بعد الحياة . وهذا باطل لا يستمر ( 3 ) على لسان العرب ، لأن الفعل لا يدخل إلا على من كان بغير الصفة التي انطوى اللفظ على معناها ، ومن خلقه الله أمواتا لا يقال أماته ، وإنما يدخل ( 4 ) ذلك فيمن طرأ عليه الموت بعد الحياة ، كذلك لا يقال أحيا الله ميتا إلا أن يكون قبل إحيائه ميتا ، وهذا بين لمن تأمله . وقد زعم بعضهم أن المراد الموتة التي تكون بعد سؤالهم في القبور فتكون الأولى قبل الإقبار ، والثانية بعده ، وهذا أيضا باطل من وجه آخر ، وهو أن الحياة للمسألة ليست للتكليف ، فيندم الانسان على ما فاته في حاله ، وندم القوم على ما فاتهم في حياتهم المرتين يدل على أنه لم يرد حياة المسألة ، لكنه أراد حياة الرجعة التي تكون لتكليفهم الندم على تفريطهم فلا يفعلون ذلك ، فيندمون يوم العرض على ما فاتهم من ذلك . والرجعة عندنا تختص بمن محض الإيمان ومحض الكفر ، دون من سوى هذين الفريقين ، فإذا أراد الله تعالى على ما ذكرناه أوهم الشيطان أعداء الله عز وجل أنهم إنما ردوا إلى الدنيا لطغيانهم على الله ، فيزدادوا عتوا ، فينتقم الله
1 - سورة النمل 27 : 83 . 2 - سورة غافر 40 : 11 . 3 - في المصدر : لا يجري . 4 - في المصدر : يقال .
79
نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 79