نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 78
الجهل بالله تعالى يعرفونه على الحقيقة ، ويعرفون أنبياءه وصدقهم ، ولكنهم على اللجاجة والعناد ، فلا يمتنع أن يكون الحكم في الرجعة وأهلها على هذا الوصف . وقد قال الله تعالى * ( ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) * ( 1 ) فأخبر الله سبحانه أن أهل العقاب لو ردهم إلى الدنيا لعادوا إلى الكفر والعناد ، مع ما شاهدوا في القبور وفي المحشر من الأهوال ، وما ذاقوا من أليم العذاب ( 2 ) . وقال في " الإرشاد " عند علامات ظهور القائم ( عليه السلام ) : وأموات ينشرون من القبور إلى الدنيا ، فيتعارفون فيها ويتزاورون ( 3 ) . وقال في جواب المسائل السروية لما سئل عما يروى عن الصادق ( عليه السلام ) في الرجعة وما معنى قوله ( عليه السلام ) : " ليس منا من لم يقل بمتعتنا ويؤمن برجعتنا " أهي حشر في الدنيا مخصوص للمؤمن ؟ أو لغيره من الظلمة الجبارين قبل يوم القيامة ؟ فكتب الشيخ بعد الجواب عن المتعة . وأما قوله : " من لم يقل برجعتنا فليس منا " فإنما أراد بذلك ما يختصه من القول به ، في أن الله تعالى يحشر قوما من أمة محمد ( صلى الله عليه وآله ) بعد موتهم قبل يوم القيامة ، وهذا مذهب يختص به آل محمد ( عليهم السلام ) ، والقرآن شاهد به ، قال الله تعالى في ذكر الحشر الأكبر يوم القيامة * ( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) * ( 4 ) وقال سبحانه في حشر الرجعة قبل يوم القيامة * ( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب