نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 77
الدواعي إلى ذلك ؟ قيل : يصح ذلك لأن جميع ما عددتموه لا يمنع من دخول الشبهة عليهم في استحسان الخلاف ، لأنهم يظنون أنهم إنما بعثوا بعد الموت تكرمة لهم وليلوا الدنيا كما كانوا يظنون ، وإذا حل بهم العقاب توهموا قبل مفارقة أرواحهم أجسادهم أن هذا ليس على سبيل الاستحقاق ، وأنه من الله تعالى كما حل بالأنبياء ، ولأصحاب هذا الجواب أن يقولوا : ليس ما ذكرناه بأعجب من كفر ( 1 ) قوم موسى وعبادتهم العجل ، وقد شاهدوا منه الآيات وعاينوا ما حل بفرعون وملائه من العذاب على الخلاف . ولا بأعجب من إقامة أهل الشرك على خلاف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهم يعلمون عجزهم عن مثل ما أتى به من القرآن ، ويشهدون معجزاته وآياته ، ويجدون وقوع ما يخبر به على حقائقه ، من قوله * ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) * ( 2 ) وقوله * ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ) * ( 3 ) وقوله * ( غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ) * ( 4 ) وغير ذلك ، وما حل بهم من العذاب ( 5 ) بسيفه ، وهلاك من توعده بالهلاك هذا ، وفيمن أظهر الإيمان به المنافقون ينضافون في خلافه إلى أهل الشرك . على أن هذا السؤال لا يسوغ لأصحاب المعارف من المعتزلة ، لأنهم يزعمون أن أكثر المخالفين على الأنبياء كانوا من أهل العناد ، وأن جمهور الذين يظهرون
1 - في المطبوع : أمر . 2 - سورة القمر 54 : 45 . 3 - سورة الفتح 48 : 27 . 4 - سورة الروم 30 : 2 - 3 . 5 - في المصدر : العقاب .
77
نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 77