نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 76
عن آل محمد ( عليهم السلام ) فروي عنهم في قوله تعالى * ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون ) * ( 1 ) فقالوا : " إن هذه الآية هو القائم ( عليه السلام ) ، فإذا ظهر لم تقبل توبة المخالف " وهذا يبطل ما اعتمده السائل . ( فإن قيل : فيكون الله ) ( 2 ) قد أغرى عباده بالعصيان ، وأباحهم الهرج والمرج والطغيان ، لأنهم إذا كانوا يقدرون على الكفر وأنواع الضلال وقد يئسوا من قبول التوبة ، لم يدعهم داع إلى الكف عما في طباعهم ، ولا انزجروا عن فعل قبيح ( 3 ) ، ومن وصف الله بإغراء خلقه بالمعاصي فقد أعظم الفرية عليه . قيل لهم : ليس الأمر على ما ظننتموه ، وذلك أن الدواعي لهم إلى المعاصي تكون مرتفعة إذ ذاك ( 4 ) ، لأنهم علموا بما سلف لهم من العذاب إلى وقت الرجعة ، على خلاف أئمتهم ، ويعلمون في الحال أنهم معذبون على ما سبق لهم من العصيان ، وأنهم إن راموا فعل قبيح تزايد عليهم العقاب في الحال ، وإن لزمنا هذا السؤال لزم جميع أهل الاسلام مثله في أهل الآخرة ، وإبطال توبتهم ، فما أجابوا به فهو جوابنا . فإن قيل على الجواب الأول : كيف يتوهم من القوم الإقامة على العناد ، وقد عاينوا العقاب في القبور وحل بهم عند الرجعة العذاب ، وكيف يصح أن تدعوهم
1 - سورة الأنعام 6 : 158 . 2 - في المصدر : سؤال : فإن قالوا في هذا الجواب : ما أنكرتم أن يكون الله سبحانه على ما أصلتموه . بدل ما بين القوسين . 3 - في المصدر زيادة : يصلون به إلى النفع العاجل . 4 - في المصدر زيادة : ولا يحصل لهم داع إلى قبيح على وجه من الوجوه ولا سبب من الأسباب .
76
نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 76