responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي    جلد : 1  صفحه : 86


والتقرّب إليه ، وهذا يقتضي اللطف من الله بإرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، ونصب الأوصياء والأئمة ( عليهم السّلام ) ليأخذ الناس منهم سبيل الاهتداء ، وبما أنّ الحكمة هي ما ذكر في الخلق حيث يفصح عنه قوله تعالى * ( وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) * ، وبضميمة قوله سبحانه * ( خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ) * يعلم أنّ الغاية من خلق الإنس والجنّ هي خلق الذين يعرفون الله سبحانه ويعبدونه ، ويهتدون بالهدي ، والسابقون على ذلك في علم الله سبحانه الذين يتخذون الحياة الدنيا وسيلة لكسب رضا ربّهم ، والتفاني في رضاه ، هم الأنبياء والأوصياء والأئمة ( عليهم السّلام ) ، والسابقون في هذه المرتبة هم نبيّنا محمّد والأئمة الأطهار ( عليهم السّلام ) من بعده . وبذلك يصحّ القول أنّهم علَّة غائية لخلق العباد ، لا بمعنى أنّ الخالق يحتاج إلى الغاية ، بل لأنّ إفاضة فيض الوجود بسبب ما سبق في علمه من أنّهم السابقون الكاملون في الغرض والغاية من الفيض ، والله العالم .
الصراط والميزان حقائق أم رموز ؟
ما هو رأي الشارع الكريم فيمن يرى أنّ الصراط أمر رمزي فيقول : إنّ الكلمة لا تعبّر عن شيء مادّي ، فلم يرد في القرآن الحديث عن الصراط إلا بالطريق أو الخطَّ الذي يعبّر عن المنهج الذي يسلكه الإنسان إلى غاياته الخيّرة أو الشريرة في الحياة ، وبذلك يكون الحديث عن الدقّة في تصوير الصراط في الآخرة كناية عن الدقّة في التمييز بين خطَّ الاستقامة وخطَّ الانحراف ؟ علماً بأنّ حديث المعصوم ( عليهم السّلام ) كثير في مجال تشخيص عينيّة الصراط وتجسّمه ؟
باسمه تعالى الواجب على المسلم الاعتقاد بالصراط والميزان وغيرها من أُمور الآخرة ، على ما هي عليه في الواقع إجمالًا ، وأنّها حقّ لا ريب فيه ، وأمّا القول بأنّ الصراط أمر رمزيّ فهو قول بغير علم ، بل ظاهر بعض النصوص كون الصراط أمراً عينياً ، والله العالم .

86

نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست