نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي جلد : 1 صفحه : 54
عاشوراء ، وأمثال هذه . . فالغفلة وإلقاء الشيطان في قلب النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) غير ممكن حتى في حال النوم ، هذا هو اعتقادنا ، وهذه الرواية منافية له ؛ لأن في ذيلها « نمتم بوادي الشيطان » . وبما أنّ هذا الخبر مما روته العامة فهو غير مسموع عندنا ، بل نقول : إن نوم النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) عن الصلاة حتى ولو لم يحصل منه أدنى ضرر فهو غير مقبول عندنا ؛ لأن عامة الناس لا يفهمون أنّ هذا النوم رحماني لا شيطاني فيقل اعتقادهم فيه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ، وتؤدي نتيجة ذلك عكس المطلوب لما يثيره هذا الأمر من حالة التنفير منه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) . فاعتقادنا هو أن النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) والأئمة ( عليهم السّلام ) وسائر الأنبياء ( عليهم السّلام ) معصومون عن السهو والاشتباه ونوم الغفلة ، فإن وقوعها منهم يستلزم نقض الغرض وخلاف الحكمة ، وبه ينفتح الباب إمام أصحاب الحجج الواهية الذين يصطادون في الماء العكر وسيقولون : إنّ هذا الرجل الذي يزعم أنّه نبي يسهو في أكله وشربه ، وفي يقظته ونومه و . . فكيف لا يسهو في التبليغ وما ينزل عليه من وحي الله وآياته ؟ ! وهكذا . . وهذا خلاف الحكمة من جعل النبوة والإمامة . منشأ وضع هذه الروايات : وهنا شيء يخطر في الذهن توجيهاً لوضع هذه الروايات الضعيفة الباطلة حتى على مذهبهم ، وهو أنّهم يريدون أن يُدخلوا في أفكار الناس وأذهانهم أن النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) يمكن عليه السهو والاشتباه ، تمهيداً لرفع ما حصل عند وفاة الرسول ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) من إساءة
54
نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي جلد : 1 صفحه : 54